المكتب الرئيسي عدن

واقع المعالم التاريخية والأثرية في جلسة الأربعاء الأسبوعية التي تنظمها الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب.

استضافت – يوم  الأربعاء الموافق23/9/2020م – الدائرة الثقافية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب في جلسة الأربعاء الأسبوعية الباحث والناشط في ” مبادرة هويتي للحفاظ على المعالم التاريخية والأثرية في عدن” الأستاذ/ صبري عفيف العلوي. الذي استهل حديثه بالترحيب بالحاضرين شاكرا لهم الحضور والتفاعل مع المواضيع التي تهتم بالشأن الوطني الجنوبي؛ لكون الهوية هي محور قضية شعبنا فإننا اليوم  بصدد استعراض أهم المواقع التاريخية والأثرية في عدن التي تعد مدينة السلام والتعايش الكوني وملتقى الثقافات العالمية لكونها واحدة من تلك المدن العالمية التي تحتل موقعا استراتيجيا مهما وملتقى لحضارات الشرق والغرب وتمتاز بتناغم سليم في نسيجها الاجتماعي وتتلاقح قيم الثقافات الإنسانية فيها بالتعدد إضافة إلى تلك الأهمية تمتلك عدن سمات طبيعية البحر والجبل والمعالم الأثرية والحضارية.

ومن خلال البحث الميداني الذي قام به فريق أعضاء مبادرة “هويتي” تبين أن هناك إعمالا تدميرية ممنهجة تعبث بتلك الحضارات الممتدة عبر التاريخ ونتيجة للحملات الممنهجة التي تقودها أيد خفية هدفها تدمير وطمس تلك الثروة الوطنية المستدامة وتحويل تلك المعالم إلى عشوائيات وأماكن مشوهة تخدش منظر المدينة الجميل. حيث تم تقسيم تلك الانتهاكات على ثلاثة محاور هي :    

لقد تحدث في المحور الأول: عن  تجريف المعالم الدينية في مدينة عدن قائلا: إن آثار عدن ومعالمها الدينية  تجسد مدينة عدن بأنها مدنية التعايش والسلام ، لذا فقد تنوع  سكانها وأجناسهم، وتعددت ثقافاتهم وتنوع المعتقدات الدينية ، لذا فقد أنشئت في عدن دور العبادة لمختلف الأديان السماوية وغير السماوية، بل ولمختلف المذاهب والفرق والطوائف في كل ديانة، فشيدت فيها المساجد والكنائس والمعابد، وتحاورت فيها الأديان بكل حب ووئام، لدرجة أن كتب التاريخ وقفت صامتة، ولم تتلفظ بذكر أي نزاع ديني.

وقد ظلت المعالم التاريخية شاهدة على التمازج السكاني في مدينة عدن وكانت تحظى هذه الآثار بعناية خاصة، ولكن نتيجة ما تمر بها البلاد تعرضت المعالم لإهمال وانتهاك، فقد طال الإهمال والانتهاك  كُــلّ إثر  يعبر عن امتزاج الهُـوِيَّة بالسلام والتآخي.

وأشار أثناء حديثه عن ابرز المعالم الدينية التاريخية التي تعرضت للطمس هي: مسجد الحامد ومسجد أبان، والعديد من المساجد منها التي لا تزال على هيئتها، أو على الأقل لا تزال فيها شيء مما يوحي بتاريخيتها وهويتها الأصلية، وأخرى تم هدمها وإعادة بنائها، ولكن بنمط يختلف عما كانت عليه، وأدخلت عليها معالم معمارية تختلف عن نمط البناء في عدن.

مسجد حامد بعد هدمه وتغير نمطه المعماري بالنمط الصنعاني موشحا بالقمرية الصنعانية التي عممها نظام صنعاء في كل أنحاء الجنوب.

 وفي المحور الثاني تحدث عن تجريف القلاع والحصون والسدود التاريخية في عدن قائلا: هناك كثير من القلاع والحصون والسدود المتناثرة على سفوح وجبال وهضاب مدينة عدن تعرض للتدمير والطمس والتجريف الممنهج، ومنها قلعة صيرة وصهاريج الطويلة والسيلات وعقبة عدن وجبل حديد وجبل شمسان، الذي يتميز بقلاع وطرقات متدرجة وممرات طويلة صعودا تصل إلى قمم الجبل، بالإضافة إلى إحاطته بالسبعة الدروب، وتعد سدوداً موزعة على الشعاب والوديان التي تنحدر من جبال شمسان لتنتهي تلك الشعاب والوديان إلى صهاريح عدن التاريخية. مشيرا إلى ابرز الانتهاكات التي طالت تلك المعالم وتتمثل في بنايات عشوائية وطمس واعتداءات وكانت صهاريج الطويلة خير شاهد على ذلك حيث أحاطت الانتهاكات حرم الصهاريج من كل الجوانب.

تلوث وتراكم للأوساخ والقمامة داخل مستنقعات الصهاريج ومسارب المياه.

تهالك وتكسر بعض أسوار الصهاريج بفعل عدم الترميم والصيانة الدورية.

تهالك سلالم الصهاريج وبعض جدران الصهاريج الداخلية.

والسطو على مبنى إدارة المدن التاريخية والمتحف من قبل بعض المواطنين وتحويله إلى مساكن لهم.

ترك المعلم التاريخي بدون حراسة أمنية وتركه عرضة لمزيد من الانتهاكات  .

وفي المحور الثالث تجريف المباني والقصور التاريخية في مدينة عدن نحو المتحف الوطني وقصر العبدلي وساعة التواهي ومنارة عدن والمباني ذات الطابع الفكتوري   فالمتحف الوطني تعرض لضربة جوية في الجزء الغربي من المتحف أدت إلى سقوط جانب من المبنى إلى داخل المتحف مما أدى إلى سقوط أجزاء من الخرسانة التي ضربها طيران التحالف على السيارات الأثرية وتهشيم 3 منها لا زالت تحت الأنقاض وتعرضت للدمار وتركت للصدى يأكلها وتهشم زجاج النوافذ بالكامل بحيث تركت مقتنيات المتحف.

وفي المحور الرابع : تحدث عن تجريف المحميات الطبيعية في مدينة عدن : تشكل المحميات الطبيعية معلما بارزا من معالم عدن وترسخ هويتها وتفردها الطبيعي كونها مدينة حاضرة البحر حيث يمثل انتشارها دليلا واضحا على نموذج ناجح للاستخدام والتوظيف الأمثل للأرض والموارد الطبيعية المتاحة محليا .

وتعد ممالح عدن – الواقعة من الجانب الشمالي لشبه جزيرة عدن وعدن الصغرى (مابين ضاحيتي خور مكسر والمنصورة وتمتد إلى الضفة الشمالية الشرقية من خور بئر احمد على مدخل مدينة عدن الصغرى- ابرز المحميات الطبيعية في المدينة لكونها تحتل موقعا استراتيجيا وتمثل مصدرا اقتصاديا وسياحيا وبيئيا. وابرز الانتهاكات في ممالح عدن  تتمثل في الأتي: تحويلها إلى محطات بترول، ورش تغير زيوت، ورش سمكرة وطلاء، معمل للبلك الأسمنتي ، تقطيع أراضي سكنية ،بناء مجمعات تجارية، بناء مستشفيات، بناء عمارات وبيوت عشوائية تصرف مجاري الصرف الصحي لأحواض الملح مما يندر بكارثة بيئية.

وتجريف محمية الحسوة الطبيعية من خلال السبط والتلوث البيئي، مقلب النفايات والحرائق ،التصحر وهروب الحيوانات والطيور ، التوسع العمراني على حساب الغطاء النباتي في المحمية.

حضر الجلسة الثقافية الأسبوعية

د عبده يحيى الدباني رئيس الدائرة الثقافية، والدكتور سعيد بايونس عضو الجمعية الوطنية الجنوبية  و الأستاذ محمد سالم  باهيصمي ، وعدد من الأدباء والكتاب والأكاديميين.

وقد تخلل الجلسة عدد من الأغاني للفنان سند علي حمود إلى جانب فرقة منتدى الباهيصمي.

وقد أدار الجلسة الأستاذ عمرو عقيل

رئيس الدائرة الثقافية في الأمانة

للمجلس الانتقالي الجنوبي.

الدائرة الثقافية.

Comments are closed.