المكتب الرئيسي عدن

إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية “إصدارات.. نظرة أولى” نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين العلوم السياسية والاجتماعية والتغير المناخي والفلسفة والرواية والقصة القصيرة.

■ ■ ■

“الحركة الطلابية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة” عنوان كتاب للباحث أحمد حنيطي صدر حديثاً عن “مؤسسة الدراسات الفلسطينية”. يعقد الكتاب مقارنة بين الواقع والراهن وبين عقديْ السبعينيات والثمانينيات اللذين شهدا زخماً كبيراً في الحراك الطلابي الفلسطيني وحضوراً في الحياة العامة، ويربط التراجع الحاصل بانحسار تأثير الأحزاب السياسية والحركة الوطنية صورة عامة، كما يناقش البنية الاجتماعية التي تعمل فيها الحركة الطلّابية الحالية، الأمر الذي يضفي أبعاداً محبطة على ناشطي الحركة ويقلّل فرص تطورها وتقدمها.

عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب “روسيا في البحر الأبيض المتوسط: حملة كاترينا العظمى في الأرخبيل” للباحثين إ. م. سميليانسكايا، وم. ب. فيليجيف، وي. ب. سميليانسكايا بترجمة محمد دياب وجمال كمال القرى. يستعرض الكتاب المحاولات الروسية للعودة إلى المياه الدافئة من خلال فهم طبيعة تحالفات موسكو في المنطقة وصراعاتها مع الدول الإقليمية على مدار أكثر من مئتين وخمسين عاماً؛ منذ عهد بطرس الأكبر، مروراً بكاترينا الثانية وورثتها، والحقبة السوفييتية، وصولاً إلى النظام الحالي.

في كتابه “عالم بلا تربة: الماضي والحاضر والمستقبل المحفوف بالمخاطر للأرض تحت أقدامنا” الصادر عن “منشورات جامعة يال”، يتناول الباحث جو هاندلسمان الروابط المعقّدة بين تغيّر المناخ وتآكل التربة والأمن الغذائي والمائي، حيث ستكون مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية قاحلة من التربة السطحية خلال هذا القرن بسبب التلوّث والاحتياجات المتزايدة للغذاء، ما سيسبّب أزمات ستعصف بالبشرية ويستدعي التفكير بطرائق مبتكرة من إجل تأمين استدامة أطول، وقد يكون مستغرباً أنّ جزءاً من هذه الحلول يمكن تعلّمه من الحضارات القديمة.

للقاصّة والمترجمة الأميركية ليديا دايفز (1947)، صدر حديثاً، لدى منشورات “مكميلان” في نيويورك، كتاب “محاولات: اثنان” الذي يضمّ مقالاتٍ وحوارات للمؤلّفة حول مهنتها الأساسية: الترجمة. تتناول دايفز التأثير الذي تركه على مسيرتها قيامُها بنقل كتّاب فرنسيين مثل مارسيل بروست وغوستاف فلوبير إلى الإنكليزية، كما تعرّج على زيارة لها إلى مدينة آرل الفرنسية، وعلى تعلّمها لعدد من اللّغات. الكتاب يأتي بعد عمل حمل عنوان “محاولات: واحد” تناولت فيه مواضيع مثل تقنيات الكتابة، والفوتوغرافيا، وتمثُّلات الدين في الأدب.

يبدو كتاب “الجمهورية” لأفلاطون أشهر من يُعَرّف، إذ ما من قارئ فضوليّ إلّا وسبق أن سمع عنه، هذا إن لم يقرأه. على أنّ شهرة عمل الفيلسوف الإغريقي غطّت نوعاً ما على كتاباتٍ أُخرى حول الموضوع نفسه، لا سيّما كتابَيْ “الجمهورية” اللذين وضعهما الفيلسوفان الإغريقيان الآخران: ديوجانس الكلبي وزينون الرواقي. كتاب “الجمهوريات الثلاث” الصادر حديثاً لدى منشورات “فران” الفلسفية في باريس، بتحرير سوزان أوسون وجولييت لومير، يسعى إلى الإضاءة على هذين الكتابين وإلى إيضاح علاقتهما وتقاطعاتهما مع “جمهورية” أفلاطون.

عن “مركز دراسات الوحدة العربية” صدرت حديثاً الطبعة الثانية من كتاب “من جمر إلى جمر: صفحات من ذكريات منير شفيق” بتدوين وتحرير نافذ أبو حسنة. يُضيء العمل سيرة المفكّر الفلسطيني (1934) منذ طفولته قبيل النكبة، مروراً بالمحطّات التاريخية التي مرّت بها القضية الفلسطينية، والتحوّلات العربية والإقليمية والدولية التي أثّرت فيها. لا تعكس المذكّرات، كما نقرأ على غلاف الكتاب، وجهةَ نظر قادة “الصفّ الأوّل” في المقاومة الفلسطينية، بل غلب عليها عرض تجربة شفيق الشخصية ومقاربته للوضع السياسي في كل مرحلة من مراحلها.

بترجمة طارق عثمان، صدر حديثاً عن “الشبكة العربية للأبحاث والنشر” كتاب “سوسيولوجيا الحرب والعنف” لـ سينيشا مالشيفيتش، وفيه يذهب إلى وجود افتتان بشريّ بالعنف، يتجلّى في الثقافات الشعبية والأعمال الأدبية والفنية والألعاب التي تزخر بصور العنف وأدواته. يُحاول مالشيفيتش تقديم نظرية سوسيولوجية لنشأة العنف والحرب في المجتمع الإنساني، معتبراً أنّ النظريّتَين اللتين تعتبران أنّ الإنسان عنيف بطبعه (ميكيافيلي وهوبز)، أو مسالم بطبعه (روسو وكانط) لا تُقدّمان تفسيراً سوسيولوجيّاً دقيقاً لعلاقة البشر بالحرب والعنف.

“رأس المال الثقافي ومستقبل التنمية في السودان: دراسة ميدانية على مدينة الخرطوم” عنوان كتاب لمحمد عبد الراضي محمود صدر حديثاً عن “الهيئة المصرية العامّة للكتاب”. يعني “رأس المال الثقافي”، حسب المؤلّف، “مجموعة الرموز والمهارات الثقافية واللغوية والمعاني التي تُمثّل الثقافة السائدة، وتتجلّى في النزعات الثقافية، والعادات المكتسبة من التنشئة الاجتماعية والكتب والشهادات العلمية والممارسات الثقافية”. ومن هنا يتناول المؤلّف النخبة في السودان، مضيئاً على إنتاجاتها واتّجاهاتها ودرجة الاهتمام بها في الدولة.

في طبعة مشتركة بين “معهد تونس للترجمة” و”علّيسة للنشر والتوزيع”، صدر كتاب “ترجمان الأعراق” للباحث الجزائري محمد شوقي الزين. يدرس الزين موقع الترجمة في الفكر، معتبراً أن تاريخ الفلسفة قام على محاورة ما جرت ترجمته. يكتب: “لم يُخلّف أيّ فيلسوف عملاً فكرياً إلّا وكانت الترجمة حاضرة، بشكل مباشر تأليفاً وترجمةً، أو بشكل غير مباشر بصفتها الفكرة الناظمة للعمل الفلسفي. أحياناً نتساءل إذا لم تكن الترجمة نموذج الوجود الإنساني في العالم، من حيث أنّ إرادته في إدراك العالم المحيط، ما هي سوى طريقة لترجمة ظواهره”.

عن منشورات “الكرمة”، صدرت مؤخراً رواية “رصاصة في الرأس” لـ إبراهيم عيسى. تنطلق حبكة الرواية من تسليم مجموعة من الشبّان لرسائل موجّهة لأصحاب مناصب رسمية عليا عام 1977 وفيها يُعلنون: “لقد بدأنا شوطنا، واخترنا طريقنا لتأديب عُصاة الله، وتهذيب مُستحلّي الضلالة”. مثل أعمال سابقة لعيسى، ومنها “مولانا” و”مقتل الرجل الكبير” و”أشباح وطنية” و”دم على نهد”، يجمع العمل الجديد بين الانشغال بالسياسة وأدب الجريمة، إذ يعود إلى فترة شهدت استهتار الدولة بالتيارات المتشدّدة إلى أن تحوّلت إلى خطر داهم لا يمكن ترويضه.

لندن

Comments are closed.