المكتب الرئيسي عدن

إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية “إصدارات.. نظرة أولى” نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الرواية والشعر والأخلاق والدراسات الفلسفية والسياسية والثقافية والنقدية.

بتوقيع إبراهيم فضل الله، صدرت حديثاً عن “الآن ناشرون وموزّعون” الترجمة العربية لرواية “ملحمة صغيرة عن السجن” للروائي الألباني بسنيك مصطفاي (1958). مُعتمداً سرديةً متعدّدة الروايات والشخصيات، يروي مصطفاي تجربة ثلاثة أجيال في ألبانيا خلال القرن العشرين، مع التركيز على جيل 1945 – 1990، في محاولةٍ لفهم تجربة السجن مِن جانبَين: السُّجناء والسجّانون. صدرت الرواية في تيرانا عام 1995 بعنوان “قصّة صغيرة”، ثم صدرت في طبعات أُخرى في ألبانيا ومقدونيا الشمالية، وتُرجمت إلى الفرنسية والألمانية والإيطالية في 2018.

لدى “دار الرافدين”، صدر حديثاً الجزء الأوّل من كتاب “غرائب الغرب” للّغويّ والأديب السوري محمد كرد علي (1876 ـ 1953)، بتحرير وتقديم محمد ناصر الدين. صدر الكتاب للمرة الأولى عام 1923، وفيه تناول كرد علي ـ الذي كان رئيس “المجمع العِلمي العربي” ـ الأحوال المدنية والاقتصادية، إضافة إلى طبائع الأفراد والمجتمعات في العديد من البلدان الغربية مثل فرنسا وإنكلترا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، عاقداً المقارنات بينها وبين العالمين العربي والإسلامي، وكاشفاً عن الصِّلات القديمة بينها وبين الضفة العربية من المتوسّط.

“جمهورية المتساوين: بيان من أجل مجتمع عادل” عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للباحث جوناثان روثويل عن “منشورات جامعة بريستون”. يحلّل المؤلّف كيف غلّبت الديمقراطيات الغربية مصالح فئات اجتماعية صعدت بناء على خلفيتها العرقية والجندرية، وهو ما ولّد إحساساً متزايداً بالإحباط السياسي والإحساس بالتمييز العنصري لدى مجموعات مثل السود في الولايات المتحدّة الذين لا يتمتعون بالمساواة في الدخل أو في الانخراط في عالم الأعمال الذي يراكم امتيازات الفئات المحتكرة ذاتها في تعارض مع أبسط مبادئ الديمقراطية، ما يفرض ضرورة تغييرها اليوم.

عن “دار لندن للطباعة والنشر”، صدر للشاعر العراقي عبد الكريم كاصد (مواليد البصرة عام 1946) كتابٌ جديدٌ بعنوان “منفىً ومَهاجِر”، يتضمّن مجموعةً من النصوص التي تتوزّع على خمسة أقسام؛ هي: “منفىً ومَهاجر”، و”نماذج وأمكنة”، “وبرابرة وشياطين”، و”وجوه الاحتلال”، و”خاتمة”. يحتوي كلُّ قسمٍ على نصوص مختلفة يتناول فيها صاحب مجموعة “الحقائب” (1975) جوانب شتّى مِن المنافي والمَهاجر التي عاشها. مِن إصدارات كاصد في السنوات الأخيرة: “من يعرف الأرض؟ من يعرف السماء؟”، و”مقامات فارسية”، و”البصرة على مرمى حجر”، و”الأهوار: الجنّة الضائعة”.

قد يبدو غريباً الجمع بين فيلسوفين مثل إيمانويل ليفيناس وكارل ماركس يختلفان تقريباً في كلّ شيء: من نظرتهما إلى الفلسفة وصولاً إلى تنظيرهما للدين وعلاقات السلطة والأخلاق. لكنّ الباحثة الفرنسية لوسي دوبليه لا ترى في هذا الاختلاف سبباً للقطيعة، كما تقول في كتابها “إيمانويل ليفيناس وإرث كارل ماركس: المادة المتسامية”، الصادر حديثاً عن “دار أوترانت”. إذ ترى أن ما يربط الاسمين هو التفكير بأشكال جديدة للاجتماع البشري، وهي ضرورة شغلت ماركس طيلة مسيرته، وظهرت في كتابات ليفيناس حول العلاقة بين الأنا والآخر.

يصدر هذه الأيام، عن “منشورات الجمل”، كتاب “الولاء البديل: دراسة ثقافية في التأثيرات العميقة لكرة القدم” للباحث علي ناصر كنانة. يبحث العمل في تأثيرات كرة القدم بصفتها “ظاهرة ثقافية طاغية خلّفت ولاءً بديلاً انتصرت به على الولاءات القديمة، حين جرى استغلال الشغف الكروي وتكريسه وتطويره وبغية الانتقال بالشباب من منطقة الرفض والتمرد والمطلبية والانتفاضات والثورات إلى منطقة الهوس الكروي”. يعتبر الكاتب أنَّ كرة القدم لم تترك لدى الشباب اهتماماً بأوطان ولا قضايا؛ حيث باتت بمثابة ديانة، واللاعبونَ أنبياءَ، والنوادي طوائفَ.

تكاد منشورات “ليرن” الفرنسية تُعرَف بشيء واحد فقط: دفاترها، وهي كتب جماعية تُصدرها بشكل دوري وتتناول في كل مرة واحداً من الأسماء البارزة في عالم الفكر والأدب، بحيث يشارك في الحديث عنه مفكّرون وكتّاب بارزون، كما تُقَدّم فيه نصوصاً لم يسبق أن نُشرت للكاتب. آخر ما أصدرته الدار قبل أيام في هذه السلسلة، كتابُ “حنا آرندت”، الذي يقدّم سيرة فكرية للفيلسوفة الألمانية (1906 ـ 1975)، كما يضمّ مقالات تتناول بعض المفاهيم والأطروحات التي أضافتها. كما يشتمل الكتاب على مقتطفات من مراسلات آرندت مع عدد من أصدقائها.

ضمن “سلسلة كتب الفلسفة للشباب”، التي تصدرها وزارة الثقافة الأردنية، صدر حديثاً كتاب “الأخلاق بين الفلسفة والتربية” للباحثة أماني غازي جرار. يعود الكتاب إلى التساؤلات التي طرحها عدد من الفلاسفة خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر حول مكانة العقل في فلسفة الأخلاق، وانتقال المبادئ المعيارية للأخلاق من تفسيرها الآلي الحركي في أطره العقائدية والدينية إلى التفسير العلمي السببي الذي أنتج في مرحلة لاحقة القوانين السياسية والنظم المدنية وكذلك المناهج التربوية والتعليمية وربطها بمستجدات العصر التي يخضع لها الإنسان حتى اليوم.

عن “الهيئة المصرية العامة للكتاب”، صدر حديثاً كتاب “السرد والتاريخ: من التوثيق إلى التخييل” للباحث أحمد عزيز أبو زريعة. يتناول العمل العلاقة بين الأدب والتاريخ القائمة على قدر كبير من التداخل، فكلاهما يستمد مشروعيته من الواقع حتى ولو لم يكن موضوعيًاً، وكلاهما له بنيته السردية حتى لو اختلفت درجة أدبيته، ولا يمكن أن يدّعي أحدهما اليقين الكامل، من خلال تحليل عدد من الروايات مثل “ثلاثية غرناطة” لرضوى عاشور، و”السائرون نياماً” لسعد مكاوي، و”أهل البحر” لمحمد جبريل، عبر التركيز على تناصها مع التاريخ وافتراقها عنه.

ماري جيمس

Comments are closed.