المكتب الرئيسي عدن

يوم الفلسفة.. الأكاديميون الأردنيون في عزلتهم

في السنوات الأخيرة، برزت عدّة دعوات لإعادة تدريس الفلسفة للمرحلة الثانوية في الأردن، ووضع مساق أو مساقين إجباريين في الجامعات، في سعي لتطوير منظومة التعليم وتكريس التفكير الناقد لدى الطلبة، والاستفادة من الدرس الفلسفي في جميع المجالات العلمية.

ورغم تكرار الوعود الرسمية بتنفيذ هذه المطالب، إلا أنها تؤجّل على الدوام لأسباب تتعلّق بنقص الكوادر المتخصّصة وغياب خطط ومناهج في بلد لا تدرّس فيه الفلسفة سوى قسم واحد من أقسام كليات الآداب في “الجامعة الأردنية” بعمّان، ولا يزيد عدد الملتحقين في برامجه للبكالوريوس والماجستير والدكتوراه عن العشرات.

“يلا نتفلسف” عنوان المبادرة التي أطلقتها الجامعة الأحد الماضي ضمن احتفائها باليوم العالمي للفلسفة (يصادف الثامن عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر لهذا العام)، ويُختتم عند السادسة من مساء اليوم الأربعاء بمشاركة أساتذة وطلبة القسم، بالإضافة إلى أكاديميين من تخصّصات أخرى.

عناوين فضفاضة للجلسات دون بذل جهد في ربطها بأي ظواهر أو قضايا يواجهها المجتمع

يشير بيان الفعالية إلى أنها تهدف إلى “نشر أهمية وضرورة التفكير الفلسفي، في الحياة لا سيما الطالب الجامعي، إضافة إلى التوعية المعرفية حول علاقة الفلسفة بمختلف التخصصات العلمية والإنسانية”، وهو مسعى لطالما عبّر عنه المنظّمون دون أن يتمكّنوا من إخراج الفلسفة من أروقة الدرس إلى الحياة العامة.

أولى الملاحظات على المبادرة تكمن في عناوينها الفضفاضة التي تتشابه مع عناوين المحاضرات والمساقات الأكاديمية، دون بذل جهد في ربطها بأي ظواهر أو قضايا يواجهها المجتمع والناس، حيث اشتملت فعاليات اليوم الأول على عدد من المحاضرات قدم فيها أحمد ماضي ورقة علمية بعنوان “”تجربتي مع الفلسفة”، وسلمان البدور ورقة بعنوان “تطور الفكر الفلسفي”، إضافة إلى محاضرة افترضية قدمها رامي نفّاع بعنوان “لماذا نتفلسف؟”.

كما عُقدت في اليوم الثاني جلستان، تحدث في أولاهما كل من توفيق شومر حول “فلسفة العلم”، وحامد الدبابسة حول “الفلسفة وإشكالية المفاهيم”، ومحاضرة افتراضية لرياض الصبح بعنوان “الفلسفة وحقوق الإنسان”، تلتها جلسة حوارية حول كتاب “عزاءات الفلسفة” للكاتب آلان دو بوتون، ما يثير التساؤل حول اختيار مؤلّف يتعامل مع الفلسفة بتبسيط مخلّ يقدّم أجوبة جاهزة ومبتسرة وغير معمّقة حول الحب والإيمان والطفولة وغيرها من المسائل في انتزاع من سياقها التاريخي والفكري، وتحويلها إلى مجرّد تفسيرات لمشاكل الفرد خارج إطار الشكّ والجدال والتفكير.

كما نُظّمت أمس الثلاثاء جلستان، تحدّث في الأولى مالك المكانين حول الفلسفة والسياسة، ونهلة الجمزاوي حول الفلسفة والأخلاق، ورزان الزعبي حول الفلسفة والتربية، وفي الثانية ناقش جورج الفار الفلسفة والشباب، وإبراهيم الخطيب الفلسفة والفن، وأحمد العجارمة الفلسفة واللغة، وتختتم فعاليات المبادرة اليوم الأربعاء، بمحاضرتين افتراضيتين لكل من هشام غصيب حول علاقة الفلسفة بالعلم، وأماني جرار حول الفلسفة والتنمية.

بغداد

Comments are closed.