المكتب الرئيسي عدن

وفد اتحاد أدباء وكتاب الجنوب في تأبين المؤرخ سالم مفلح في حضرموت

في حفل مهيب اقامه منتدى وادي عمر الثقافي الاجتماعي لتأبين الأديب المؤرخ الأستاذ سالم فرج مفلح في الديس الشرقية حضره جمع غفير من الشخصيات الثقافية

من عموم ساحل حضرموت تميز بالتمثيل القوي لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب بحضرموت حيث توافد الأدباء زملاء الفقيد الراحل بجميع اصنافهم الثقافية والاكاديمية في عدد مهب يكاد يغطي القاعة.


وقد توالت الكلمات وقصائد الشعراء في رثاء الفقيد.
وتولى القاء كلمة اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بحضرموت الأستاذ عمر عوض خريص القائم بأعمال رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بحضرموت متحدثاً فيها بقوله :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمداكثيراًً يوافي نعمه ويكافي مزيده، الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، الحمد لله القائل في محكم آياته ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) .
والصلاة والسلام على سيد الانام حبيبنا وشفيعنا رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين..
أيها الجمع الكريم المبارك..
اقف اليوم امامكم نيابة عن رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بحضرموت ونيابة عن الأمانة العامة لأدباء حضرموتوأعضاء اتحاد الجنوب مؤبناً القامة الأدبية والفكرية والفلسفية الأستاذ الراحل سالم فرج مفلح رحمه الله رحمة الابرار واسكنه دار القرار مع النبيين والصديقين والصالحين الأخيار، انه سميعً مجيب الدعاء.
أيها الجمع الكريم المبارك..
لم يكن الراحل الأستاذ سالم فرج مفلح بالرجل العابر في حياتنا دون أن يترك أثراً يخلد ذكراه.
بل كان الرجل الخلاق الذي ترك لنا ارثاً فكرياً يتباهى به جيله والاجيال التي تليه، فلم يكن الراحل مؤرخاً عادياً ولا كاتباً كلاسكياً مزاحماً للكثير من اقرانه، وأنما كان بيننا مؤرخاً فيلسوفاً وكاتباً متأملاً ورائداً له قصب السبق فيما ألفه وارخه ودرسه من ابحاثه المثيرة للجدل، ويحسب له أنه أول من فض بكارة التاريخ المحلي الحضرمي، ذلكم التاريخ الذي يحمل شبه القداسة وعصمة كاتبيه فلم يجرو أحد الاقتراب منه بالنقد والتمحيص وتحقيق الوقائع وتفنيد الدوافع، ففعل ذلك يعني مجابهة المجتمع الحضرمي بمختلف فئاته فلم يتجاسر أحد..


ولكن شاء الله للفقيد بأن يحمل معول التغيير لهدم المفاهيم المتحجرة ودك بعض معطيات التاريخ المتعارف عليها فكان جريئاً ومقداماً في طرحه وقد لاقى في سبيل ذلك الكثير من المشاق والمتاعب ونعته بالعابث في التاريخ الحضرمي لعدم وعي وإدراك مرامي فكره ودواعي فلسفته من قبل متلقيه الرافضين للتجديد في زوايا التاريخ المحلي.
ولافكاره الجريئة واطروحاته الجديدة عاش الراحل حياة الفيلسوف المنكفي على نفسه ، عاش بسيطاً عازفاً عن طرق التملق التي لو سلكها لعاش في بحبوحة من العيش، ولكن نفسه الابية عاشت رافضة لكل ذلك، مخلصة لمباديئها مقتنعة بأفكارها ناشرة لها.
وقد عرفته أول ماعرفته قبل حوالي ربع قرن في جدة موطن اغترابي، حين بعث لي الباحث الأستاذ عبد الرحمن الملاحي رحمه الله بملزمة بحث من مئة ورقة تقريباً تحمل عنوان الاباضية في حضرموت مشروع رؤية، وعليها اسمه ( سالم فرج مفلح)، كان أسمه جديداً علي فلم اكن قرأت له قبل هذا شيئاً، ولكن ثناء الأستاذ عبد الرحمن الملاحي وتزكيته وعنايته بارسال بحثه اشعل في نفسي جذوة الاهتمام والتلقف لهذا البحث الرائد.
ولا اخفيكم سراً بأن بحثه هذا زلزل في فكري بعض المفاهيم واقلقني كثيرا فكيف لي وأنا الشاب الغر الذي تعرف على القليل مماثاره الكاتب وهو الآن ينقضه بل وينسفه، وبقيت على قلقي هذا ردحاً من الزمن كنت أنتظر بأن يكتب أساتذتي شيئاً عن هذا البحث وهذه الرؤية وكنت اتأمل بالذات في أستاذي الباحث عبدالرحمن الملاحي واستاذي الباحث عبد الله صالح حداد وغيرهم من المهتمين بهذا الجانب ولكن وربما لبعدي في موطن اغترابي لم اطلع على شي من ذلك ولو، كتبوا لثار ضجة ولوصل صداها آخر الجزيرة العربية، ثم صدر بحثه موسعاً في كتابه المعروف عن دار حضرموت واهدني رحمه الله نسخة منه وكان يتطلع لمعرفة رأيي فيه وكنت احدثه فيما بيننا في لقآتنا المعدودة ولم اتجاسر على كتابة شي مهابة لفكره رحمه الله.
أيها الجمع الكريم المبارك..
أن اجتمعنا اليوم لنؤبن ونودع أستاذنا الراحل سالم فرج مفلح ثم يمضي كل منا في حال سبيله فهذا مما لا جدوة منه ولا يعود لنا بالنفع.
ولتعلم الديس الشرقية وادي عمر الذي أحبه الراحل وهام فيه عشقاً،بأن أبنه البار هذا أنما هة فلتة من فلتات الزمان ويحق للديس بأن تتباهى به وتتفاخر قبل حضرموت خاصة والجنوب عامة،
فوجب علينا تخليداً لاسمه واحتفاءً بتراثه الفكري بأن نسعى بكل مانستطيع من قوة في تيسير ذلك والتهيئة له، من طبع بقية ابحاثه ودراستها، وكذا اطلاق اسمه على بعض المعالم الحيوية في مدينته العريقة.. وغير ذلك مماتعرفوه..
أيها الجمع الكريم المبارك..
نترحم على فقيدنا الراحل ونسأل الله تعالى بأن يتغمده بواسع رحمته وعظيم غفرانه وان يسكنه فسيح جناته بفضله وكرمه.. والحمد لله رب العالمين.

حضرموت

Comments are closed.