المكتب الرئيسي عدن

القضية الفلسطينية من العجز إلى الفعل) جلسة في اتحاد أدباء وكتاب الجنوب

ضمن الجلسات الأسبوعية في مجلس مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب استضاف الاتحاد هذا الأسبوع عصر الأربعاء ٢٦ مايو ٢٠٢١ الأستاذ الفسطيني طه علي طه أبو فول الأستاذ المساعد بكلية الآداب قسم اللغة العربية لتقديم محاضرة تحت عنوان:
( القضية الفلسطينيةمن العجز إلى الفعل).
بدأت الجلسة بكلمة الدكتور عبده يحيى الدباني رئيس الدائرة الثقافية بالاتحاد رحب فيها بضيف الاتحاد مشيرا إلى أهمية موضوع هذه الجلسة لما تمثله القضية الفلسطينية من أهمية وأولوية للشعب العربي عموما ، مشيرا إلى العلاقة المتميزة
والمصيرية بين شعب الجنوب والشعب الفلسطيني وإلى مكانة القضية الفلسطينية في وجدان كل فرد جنوبي .
بعد ذلك كانت الكلمة لضيف الاتحاد الأستاذ طه علي أبو فول قدم في مستهلها شكره وامتنانه لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب على دعوته للحديث عن قضية العرب الأولى القضية الفلسطينية، مشيرا في هذا إلى أن مرحلة العجز في القضية الفلسطينية لم تكن في إخفاق تام وإنما عانت بما يمكن وصفه بالخفوت في مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية وغيرها ورغم ذلك بقيت القضية الفلسطينية حية في وجدان الشعب العربي عموما ناهيك عن أصحاب الأرض المغتصبة الحقيقيين الذين بلاشك ستظل تطغى على تفكيرهم وهمهم حتى استعادة أرضهم السليبة.
بعد ذلك عرج الأستاذ طه علي على المحطات البارزة في مسار القضية الفلسطينية وما اتصفت به من ضعف وقوة منذ المهاد الأول لها وتحديدا في مؤتمر بازل بسويسرا الذي بدأ فيه التخطيط لاستيطان الكيان الصهيوني في أرض فلسطين العربية ونشأة الحركة الصهيونية مرورا باتفاقية سايكس بيكو وإعلان الانتداب البريطاني على أرض فلسطين ومن ثم وعد بلفور في العام ١٩١٧م حيث عملت بريطانيا بعد أن وضعت يدها على أرض فلسطين على تهويد هذا البلد العربي من خلال تسليح الجماعات اليهودية وتدريبها والتي تشكل منها فيما بعد الجيش الاسرائيلي. وخلال ذلك لم يقف الفلسطينيون مكتوفي الأيدي بل بدأوا بمناهضة العدو الصهيوني منذ العشرينات.
وأشار الأستاذ طه علي أبو فول في حديثه إلى أن اليهود اعتمدوا في تهويد فلسطين على آليتين رئيستين هما الاستيطان والهجرة. ومن خلالهما تم تجميع اليهود من شتات الأرض إلى فلسطين وإضافة إلى تلك الآليتين اعتمد الكيان الصهيوني أيضا على عمل مجازر وحشية بحق الفلسطينين لتخويفهم ودفعهم إلى الهروب من أرضهم وعلى إثر هذه المجازر قامت ثورات كبرى ضد الكيان الصهيوني منها قيام هبة كبرى في العام ١٩٢٧ استمرت حتى العام ١٩٣٦ تم فيها تنفيذ أكبر إضراب بالتاريخ استمر لمدة ستة أشهر وأعدم خلالها ثلاثة من كبار القادة الفلسطينيين.
وأضاف قائلا أن هذه الثورة خلخلت الاحتلال البريطاني إلى أن جاء العام ١٩٤٨ الذي اعلنت فيها بريطانيا إنهاء الانتداب البريطاني وفي الوقت نفسه أعلن عن قيام دولة اسرائيل التي اعترفت بها العديد من الدول الغربية الكبرى.
كما أشار الأستاذ طه علي إلى أنه إثر قيام دولة إسرائيل وقيامها بمجازر وحشية بدأ الفلسطينيون بالهجرة وتشكيل جيش الانقاذ العربي خارج فلسطين بأسلحة تقليدية ولكن هذا الجيش لم يكن متكافئا مع الجيش الاسرائيلي من حيث العدد والعدة. ثم استمرت بعد ذلك عمليات المقاومة للمشروع الصهيوني من قبل الفصائل الفلسطينية التي تشكلت تباعا وكذلك من قبل بعض الجيوش العربية.
كما أدت حرب ١٩٦٧م اكتمال الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وهنا يبدأ الكفاح المسلح واشتدت المقاومة في قطاع غزة بشكل قوي. واستطاعت المقاومة تحقيق ضربات موجعة للاحتلال التي تقابل كل ضربة بمجازر وحشية تنم عن ضعف المحتل وخوفه.
وعن المقاومة الفلسطينية وما حققته قال الأستاذ طه علي إن صواريخ المقاومة استطاعت مؤخرا ان تصل إلى كل مكان في الأراضي المحتلة مما بث الرعب في نفوس اليهود.
وختاما لحديثه قال إن أبرز الدروس المستفادة مما حدث مؤخرا في فلسطين مايلي:
١- عودة اللحمة والوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات وفي المناطق المحتلة في ١٩٤٨م.
٢_ عادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة على الصعيد العالمي وأصبح هناك شبه إجماع في كثير من الدول بالدعوة إلى حل الدولتين.
٣- كشفت الأحداث الأخيرة عن إرادة وعزيمة الشعب الفلسطيني وهذا هو مربط الفرس.
٤- صحوة الجماهير العربية .
٥- إنها ماتسمى صفقة القرن التي كانت على وشك أن تنجز.
٦- أصبح مكشوفا ومعلوما لدى الجميع أن ليس وراء هذا العدو إلا الخراب والدمار.
وفي ختام الجلسة قدم بعض الحاضرين مداخلاتهم وكذا قراءة بعض من قصائد محمود درويش وتميم البرغوثي. كما أدى الشاعر أنور بلكسر مشهدا تمثيليا عن هذه القضية.
حضر الجلسة الدكتور عبده يحيى الدباني رئيس الدائرة الثقافية و الدكتور هشام محسن السقاف والدكتور سعيد بايونس وعدد من المثقفين والمهتمين.


لطف فضل حسين

Comments are closed.