المكتب الرئيسي عدن

“القصة الأخرى”: في تشكّل الحداثة الفنية المغربية

برزت تيارات فنية عديدة في المغرب خلال عقد السبعينيات، سعى أصحابها إلى تقديم مقارباتهم للحداثة الغربية، وأتى ذلك مع عودة معظهم من الدراسة في الأكاديميات الأوروبية، وتركّزت اشتغالاتهم على إعادة النظر في الفنون والحرف التقليدية كأساس لتوطين حداثتهم الخاصة، والتي تعامل معها الاستعمار بتعالٍ من خلال إقصائها بوصفها جزءاً من الممارسة الفولكلورية.

“القصّة الأخرى” عنوان المعرض الذي افتُتح الخميس الماضي في “متحف كوبرا للفن الحديث” بمدينة أمستلفين شمال هولندا، وسيتواصل حتى الثامن عشر من أيلول/ سبتمبر المقبل، بالتعاون مع “المؤسّسة الوطنية للمتاحف في المغرب” و”متحف محمد السادس للفن الحديث” في الرباط.

يضيء المعرض على ولادة الفن المغربي الحديث بعد استقلال البلاد عام 1956، من خلال عرض أكثر من مئة عمل يمثّل توجّهات وممارسات متنوعة، وصولاً إلى تجارب لفنانين معاصرين مقيمين في المغرب أو في المهجر ولهم حضورهم في المشهد العالمي، وتناقش الأعمال المختارة موضوعات مثل إنهاء الاستعمار والتّصوف والجندر والهجرة وغيرها.

تحضر أعمال الفنانين المؤسّسين مثل: الشعيبية طلال (1929 – 2004)، إحدى أبرز الفنانات الفطريات في المغرب، وتصوّر لوحاتها النساء عادةً، وترسمهن محاطات بجمال الطبيعة وصخب الألوان والأزياء والزخارف والأشكال؛ والجيلالي الغرباوي (1930 – 1971) الذي أسّس لعلاقات جديدة بين التراث البصري المغربي بعلاماته ورموزه ولوحاته المعاصرة؛ وفريد بلكاهية (1934 – 2014) الذي استعاد عناصر تراثية في أعماله وكذلك تقنيات تقليدية في صناعة الأصباغ والمواد.

إلى جانب أعمال لفنانين ينتمون إلى المرحلة ذاتها، ومنهم عبد الله الفخار (1935 – 1991)، محمد شبعة (1935 – 2013)، محمد المليحي (1936 – 2020)، محمد الإدريسي (1946 – 2003)، عباس صلادي (1950 – 1991).

كما تُعرض أعمال لكلّ من أندريه الباز (1934)، ومليكة أجزناي (1938)، وداوود أولاد السيد (1953)، ونور الدين جرّام (1956)، ولالة السعيدي (1956)، وماهي بنبين، وبوشعيب موال (1959)، وخليل النماوي (1967)، ووفاء أحالوش (1978) وسارة عمراني (1994)، وفاطمة زهرة سري (1995).

وستُنظَّم حواراتٌ ولقاءات افتراضية تستضيف عدداً من الفاعلين في المشهد الفني المغربي والفنانين والباحثين، للإضاءة على أشكال متعدّدة من الفنون مثل الرقص والمسرح والموسيقى والشعر والأفلام والثقافة الحضرية والتصميم والرياضة والأزياء.

أمستردام

Comments are closed.