المكتب الرئيسي عدن

أحداهما تتحدث عن آثر الحرب الحوثية على الجنوب.. أدباء الجنوب يحتفون بروايتين لكاتبة جنوبية صاعدة

نظمت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب عصر اليوم الخميس 16 مارس / آذار 2023م حفل توقيع روايتيّ (رجل واحد لن يكفي، وإليك قلبي) للكاتبة الجنوبية الصاعدة إيمان مصعبين في مقر الاتحاد الكائن بمديرية خور مكسر في العاصمة الجنوبية عدن.

قدرات شباب الجنوب المثقف
وقدم خلال حفل التوقيع، الذي اداره د.عبد الحكيم باقيس، ثلاث مداخلات نقدية عن أعمال الكاتبة الجنوبية الصاعدة إيمان بدأتها الأستاذة جوليت عياش بالحديث عن أهمية الرواية للكاتبة.
وأشارت جوليت إلى المضمون العميق للرواية، والجرأة الكبيرة.
واشادت جوليت عياش بروايتيّ (رجل واحد لن يكفي، وإليك قلبي) للكاتبة الجنوبية الصاعدة إيمان مصعبين.
وأكدت ان إبداع إيمان مصعبين يُبرهن مدى القدرات التي يمتلكها الشباب المثقف في الجنوب.وظهور جيل من الكاتباتِ الجنوبيات.
بدورها، قدمت د.أديبة البحري مداخلتها بالقول انه: “لم تحظ الرواية النسائية في الجنوب بما حظيت به القصة من ذيوع وانتشار، ولعلّ من أسباب تأخر ظهور الرواية وانتشارها هو غياب القارئ، أو بالأصح غياب الطبقة القارئة، فقد قيل إن الرواية أثر من آثار الطبقة البرجوازية في أوروبا.. وقد تأخر ظهور هذه الطبقة في بلادنا، بالإضافة إلى أن عدم وجود أرضية روائية متنوعة ومتعددة يمكن الانطلاق منها، أمر يضع الروائيين الشباب أمام تحدٍ، بخاصة أولئك الذين يسعون إلى كتابة روائية متجاوزة، وهو ما حال دون انتشار الرواية في بلادنا مراعاة للبيئة المتحفظة تجاه كثير من القضايا”.
وأضافت: “لكن شهدت السنوات الأخيرة وما صاحبها من أحداث وتحولات كبيرة في المشهد السياسي والثقافي المحلي، انفتاحا أكبر على التجارب الروائية العربية والعالمية، وما كان سببا في ظهور جيل من الكاتباتِ الجنوبيات كن أكثر جرأة في التعاطي مع الواقع وتعقيداته، من خلال عدد من الأعمال القصصية بعضها حاز على جوائز عربية”.
وتابعت: “الجنوبي نفسه مجبرا على التعايش مع واقعه المرير، وفي ظل الأحداث والتحولات الكثيرة والمتسارعة التي شهدها المجتمع الجنوبي في السنوات القليلة الماضية، حدث نوع من التغيير والتطور في الساحة الاجتماعية والثقافية، وهو الأمر الذي منح الكتاب نافذة أمل دفعهم لتناول وطرح عدد من القضايا والأحداث الاجتماعية والسياسية والإنسانية والتعبير عنها في قالب روائي، وهو الأمر الذي أحدث حراكا إبداعيا وثقافيا ملحوظا، جاءت الأعمال الروائية النسائية جزء لا يتجزأ منه”.
واكملت: “إن الواقع الجنوبي لم يأخذ حقه بعد بما يكفي من أعمال الكتاب والروائيين الجنوبيين لاسيما الشباب منهم، رغم وجود بعض الأعمال الجيدة. ولعل سبب ذلك يعود إلى الواقع المحلي الضاغط بشدة على جميع الأفراد فيه، ومعاناتهم الطويلة”.
وأكدت البحري أن: “الروائية الجنوبية تستلهم اليوم مادتها من الواقع، كما تتخذ الروائيات المعاصرات من القضايا الذاتية والإنسانية بوابة للمطالبة بالحرية والدعوة للحب للسلام”.

الحرب الحوثية على الجنوب
وقالت: “إن رواية (رجل واحد لن يكفي) وإن كانت لا تخرج في عمومها عن مطارحة قضايا الذات والمرأة، والوقوف في وجه العادات والمجتمع، وصراع المرأة مع الرجل واصطدامها به، وأيضا صراعها من أجل الحب، ومحاولة فهم العلاقة الملتبسة للمرأة مع جسدها، ورغباتها..إلخ. إلا أننا نجدها أيضا تنفتح على قضايا الواقع لاسيما الصراعات والحروب، وأثرها على فئات اجتماعية معينة من قبيل طرحها حرب صيف 1994م وما أعقبها من صراعات وحروب لاحقة، وما آلت إليه أوضاع البلاد، بعدها، من انقسامات وتمزق. إذ تبرز قضية الحرب حرب صيف 1994م وحرب 2015م في مقدمة الموضوعات التي تناولتها الروائيات، نتيجة لما أحدثه الحرب من خسائر كبيرة وانقسامات اجتماعية وسياسية شكلت مادة خصبة يستقى منها الكتاب قصصهم، الأمر الذي دفع الروائيين الجنوبيين لتناولها روائيا في عديد الأعمال ومن بينها رواية (رجل واحد لن يكفي) للكاتبة إيمان مصعبين، التي تناولت فيها، بنوع من التفصيل، الحرب الحوثية على الجنوب وما نجم عنه من تدمير وتخريب وقتل ودمار واستهداف للمدن الجنوبية عامة، ومدينة عدن بشكل خاص”.
وأضافت: “إن خصوصية تجربة إيمان الروائية تكمن في طرحها قضية اجتماعية حساسة “الحب”، وعلاقة المرأة بالرجل، واختراقها للمحظور والمسكوت عنه بغرض نقد بعض الأعراف الاجتماعية وإدانتها، ومحاولة تغييرها، وتبنيها موقفا فكريا جديدا، كما أنها كشفت عن العلاقات الملتبسة في حياة (المرأة)، كل هذا بدون أن تضطر الكاتبة للتعامل مع المحظور المكشوف.
واختتمت البحري مداخلتها بالقول: “تتجلى في الرواية جرأة الكاتبة في التعبير عن حقوقها، حتى في المسائل المتجاوزة للعرف الاجتماعي، التي تسائل الثوابت الدينية أو الاجتماعية، بل وفي دعوتها لإعادة النظر بالكثير من المفاهيم والأعراف، كما كشفت عن نزعة الاحتجاج والتمرد، وجسدت صورة المرأة الواثقة بذاتها القادرة على منازلة الرجل في كل مناحي الحياة. إذ يتسم خطابها الروائي المتمرد بجرأة غير معهودة في مقولاته وتجاوزه الخطوط الحمراء ذات البعد القيمي والممارسات والسلوكيات”.

أحداث الرواية
فيما قدم د.بدر العرابي مداخلاته بالحديث عن الرواية (رجل واحد لن يكفي) للكاتبة الجنوبية الصاعدة إيمان مصعبين بالقول أن: “أحداث الرواية تدور في العاصمة عدن، وفي منطقة غير محددة، وفي زمن يمكن تحديده ضمنيًا (1994م * 2018م)”.
وأضاف: “يتناول السرد في الرواية قضية اجتماعية شائكة فحواها ملابسات علاقة أسرية طارئة أو بديلة بعد تقويض العلاقة الطبيعية”.
وسرد العرابي باسهاب السرد المواجهة والتبديل بين منطق الذات ومنطق الآخر في رواية (رجل واحد لن يكفي) للكاتبة إيمان مصعبين.

مداخلات
وشهد الحفل، الذي حضره رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب الدكتور جنيد محمد الجنيد، والأمين العام للاتحاد الدكتور بدر العرابي، ورئيس الدائرة المالية بالأمانة العامة للاتحاد الأستاذ محمد باسنبل، وعدد من المثقفين والأدباء والروائيين في الجنوب، عدد من المداخلات القيمة.
وفي ختام الحفل، تم التوقيع على الكتابين من قبل الكاتبة، وإهداءها إلى الحاضرين، كما وزعت عدد من النسخ من الرواية للحاضرين.


Comments are closed.